الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق وإمام الرسل المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وأبنائه وأصحابه والتابعين الى يوم الدين. قد أهل علينا شهر رمضان ببركته وايمانيته والكثير منا بل كلنا نتسابق فى نيل ما نستطيع من الطاعات التى أمرنا الله تعالى بها فى هذا الشهر الكريم ومن اهم هذه الطاعات تلاوة القرآن الكريم . فالمسلم يؤمن بقدسية كلام الله تعالى وشرفه وأفضليته على سائر الكلام وأن القرآن الكريم كلام الله الذى لا يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه . من قال به صدق. ومن حكم به عدل. وأن أهله هم أهل الله وخاصته. والمتمسكون به ناجون فائزون . والمعرضون عنه هلكى خاسرون.ويزيد فى إيمان المسلم بعظمتة كتاب الله جل جلاله وقدسيته وشرفه ما ورد فى فضله عن المنُنّزل عليه.والمُوحى به إليه صفوة الخلق سيدنا محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم وفى مثل قوله (اقرءوا القرآان فإنه يجئ يوم القيامة شفيعا لصاحبه ) وقوله ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) وقوله (إن القلوبتصدأ كما يصدأ الحديد فقيل يا رسول الله وما جلاؤها فقال تلاوة القرآن وذكر الموت ).وقد جاء مرة إلى الرسول صل الله عليه أحد خصومه الألداء يقول يا محمد اقرأ علىّ القرآن . فيقرأ صل الله عليه وسلم (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاىئِ ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ) ولم يفرغ النبى صل الله عليه وسلم من تلاوتها حتى يُطالب الخصم الألد بإعادتها مدهوشا بجلال لفظها وقدسية معانيها .مأخوذا ببيانها مجذوبا بقوة تأثيرها ولم يلبث أن يرفع عقيرته بتسجيل إعترافه وتقرير شهادته بقدسية كلام الله وعظمته.إذ قال بالحرف الواحد : والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمورق وإن أعلاه لمثمر وما يقول هذا بشر .فالمسلم زيادةً على أنه يحل حلاله ويحرم حرامه .فعليه أن يلتزم بأدابه ويتخلق بأخلاقه . فيقرأه على أكمل الحالات من طهارة واستقبال القبله وجلوس فى أدب ووقار .وأن يرتله ترتيلا ولا يسرع فى قرأته . فلا يقره فىأقل من ثلاث ليال .لقوله صل الله عليه وسلم (من قرأ القرآن فى أقل من ثلاث ليال لم يفقهه) وأمرالرسول صل الله عليه وسلم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن يختم القرآن فى سبع ‘كما كان عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضى الله عنهم يختمونه فى كل اسبوع مرة .والمسلم يلتزم بالخشوع عند تلاوته .وأن يُظهر الحزن وأن يبكى أو يتباكى إن لم يستطع البكاء . لقوله صل الله عليه وسلم (إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا) رواه بن ماجة باسناد حسن .كما يجب على المسلم أن يحسن صوته به لقوله صل الله عليه وسلم (زينوا القرآن بأصواتكم ) وقوله صل الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن )رواه البخارى وابو داود والامام أحمد .وقوله صل الله عليه وسلم (ما أذن الله لشئ ما أذن لنبى يتغنى بالقرآن)رواه البخارى ومسلم والامام احمد .ومن أداب القرآن أن يُسرَ تلاوته إن خشى على نفسه رياء وسمعة او كان يُشوش به على مصل لما ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم (الجاهر بالقرأن كالجاهر بالصدقة) ومن المعلوم أن الصدقة تستحب سريتها إلا أن يكون فى الجهر فائدة مقصودة كحمل الناس على فعلها .ومن أداب القرآن أن يتلوه بتدبر وتفكر مع تعظيم له واستحضار القلب وتفهم لمعانيه وأسراره .وألا يكون عند تلاوته من الغافلين عنه والمخالفين له .إذ أنه قد يتسبب فى لعن نفسه بنفسه لأنه إن قرأ ( فنجعل لعنة الله على الكاذبين )أو (لعنة الله على الظالمين ) وكان كاذبا او ظالما فإنه يكون لعن نفسه .ويجب على المسلم أن يجتهد فى أن يتصف بصفات أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وأن يتسم بسماتهم كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ينبغى لقارئ القرآن أن يُعرف بليله إذ الناس نائمون وبنهاره إذ الناس مفطرون وببكائه إذ الناس يضحكون وبورعه إذ الناس يخلطون وبصمته إذ الناس يخوضون وبخشوعه إذ الناس يختالون وبحزنه إذ الناس يفرحون . وقال محمد بن كعب كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه من كثرة سهره وطول تهجده وقال وهيب بن الورد لرجل ألا تنام ؟ قال إن عجائب القرآن أطرن النوم من عينى.هذه بعض اداب القرآن والتأدب فى تلاوة حتى لا نطيل نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته .
بارك الله فيك
ردحذف