ولد القعقاع بن عمرو التميمى فى القرن السادس الميلادى فى عام 636 م فى شبه الجزيرة العربية . أسلم مع قومه بنى تميم حين أقبلوا على رسول الله صل الله عليه وسلم ليعلنوت إسلامهم فأسلم متأخرا ولم يكن له الكثير من المواقف مع رسول الله صل الله عليه وسلم . وقيل إنه ليس من الصحابة ولكنه البطل المشهور .
حروب الردة
كان للقعقاع دور كبير فى حروب الردة فأرسله أبو بكر الصديق رضى الله عنه إلى علقمة العامرى حيث إرتد بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم وأراد غزو المدينة المنورة . وقال يا قعقاع (سر حتى تغير على علقمة لعلك تأخذه لى أو تقتله ) وعندما أقبل القعقاع على علقمة فر هاربا وترك زوجته وأبنائه إلا أنهم أنكروا ما فعله علقمة فخلى أبو بكر سبيلهم .
حرب العراق
بعد أن انتهى خالد بن الوليد من قتال مسيلمة الكذاب أتاه كتاب الخليفة أبو بكر الصديق يأمره بالتوجه إلى العراق وبعد وصول الرسالة قرئها خالد على الجند . فرجع أكثر الجيش ولم يبقى مع خالد إلا القليل فطلب المدد من الخليفة فأمده برجل واحد وهو القعقاع بن عمرو . فتعجب الصحابة من ذلك وقالوا أتمد رجلا تخلى عنه جنده برجل واحد ! فقال لايهزم جيش فيه مثل هذا وأشار الى القعقاع .
معركة الأبلة أو ذات السلاسل
بعدما سار خالد ومعه جيشه ومن بينهم القعقاع عرض خالد على هرمز الاسلام أو الجزية أو القتال فاختار هرمز القتال وجمع جيشه واتفق معهم أن يغدر بخالد وعند ألتقاء هرمز بخالد لقتاله خرج جمع من الفرس حول خالد لقتله إلا أن القعقاع انطلق كالسهم فقتل ذلك الجمع وفر هرمز هاربا وتغلب المسلمون على الجيش الفارسى .
معركة القادسية
كان للقعقاع دور بارز فى القادسة حيث ابتكر خططا حربية كان لها أثر كبير فى هزيمة الفرس . حيث قام بتقسيم جيشه الى أعشار لإيهام الفرس أن جموع كثيرة وصلت معه فكان هذا كفيل بتحطيم عزائم الفرس.
قال بن عبد البر: كان للقعقاع عظيم البلاء الجميل فى القادسية.
وقال بن عساكر:أن القعقاع هو الذى فتح على الناس ورمى مشافر الفيلة فى القادسية.
وقال بن آثير:للقعقاع أثر عظيم فى قتال الفرس.
يوم أغواث
هو اليوم الثانى من القادسية فقد تجلت فيه بطولة القعقاع عندما أحس بحاجة المسلمين فى القادسية فتعجل هو ومن معه وكان عددهم 1000 فارس . فطووا الارض قبل الجيش ووصل فى الوقت المناسب صباح يوم أغواث . وكانت بدية حسنه للمسلمين فاستبشروا خيرا وقد عمد القعقاع الى اسلوب جديد وهو تقسيم جنده الى مجموعات كما ذكرنا سابقا. حيث أن كل مجموعة تضم عشرة فرسان . وقال لهم لا تتحرك مجموعة قبل أن تصل التى قبلها . وتقدم هو مع المجموعة الاولى رغم ما عاناه من صعوبة الصفر إلا أنه لم يستريح وتقدم ألى الميدان يطلب المبارزة . فخرج اليه أشجع فارس فيهم وهو بهمن بن جاذاويه فقتله القعقاع وفرح المسلمين بقتله . ثم نادى القعقاع فى الفرس هل من مبارز ؟ فخرج له فارسان هما البندوان والبيرزان وانضم ألى القعقاع بن ظبيان . فقتل القعقاع البندوان وقتل بن ظبيان البيرزان .وهنا اشتد القتال بشكل عنيف وظل القعقاع يحمس المسلمين بقوله يامعشر المسلمين باشروهم بالسيوف فإنما يحصد الناس بالسيوف ولم تشترك الفيلة فى هذا اليوم . واستمر القتال بين الفريقين إلى منتصف الليل وكانت ليلة أغواث تسمى الليلة السوداء . ورجع الجيشان الى مواقعهما بعد أن رجحت كفة المسلمين . وأشرقت الشمس فى اليوم الثالث ورأى القعقاع ما أصاب المسلمين من تعب فارسل فرسانه الى المكان الذى تركهم فيه وقال لهم أـقبلوا عشرة عشرة وما إن وصلت مجموعة كبر القعقاع وكبر المسلمين حتى إذا خرجت أخر مجموعة لقيهم هشام بن عتبة بجيشه فاستحسن ما فعفله القعقاع وعمل مثله .اشتد القتال بين المسلمين والفرس إلا أن الفرس استخدموا الفيلة مرة أخرى . ورأى سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه ما فعلته الفيلة فى المسلمين فنظر يمينا ويسارا فلم يجد إلا القعقاع وأخيه عاصم فقال لهم اكفيانى الفيل الابيض . وقال لحمال بن مالك والربيل بن عمرواكفيانى الفيل الاجرب فوضعوا الرماح فى أعين الفيلة ثم قطعوا خراطيمهم فهربت الفيلة وانهارت الفرس .
ليلة الهرير:
هى الليلة التى اتصلت بيوم عماس . بدأ الفرس والمسلمين بالتراشق بالسهام فجاء سهم فى خالد بن يعمر التميمى فغضب القعقاع وحمل على الفرس وعندما علم سعد بذالك قال اللهم اغفر له وانصره قد آذنت له مالم يستأذن وأمر سعد بالزحف واشتد القتال بين الطرفين فكان لا يسمع إلا صليل السيوف وفى يوم القادسية بدأ القعقاع فى حث المسلمين وقال لهم إنما النصر صبر ساعة ثم اجتمع مع بعض الفرسان وقصد رستم لقتله . فارسل الله رياح اطاحت بخيمة رستم فى النهر فهرب الى ظل بغل فقتله أحد المسلمين ثم صاح لقد قتلت رستم ورب الكعبة .فانهارت الفرس وفرت هاربة وأرسل خلفهم سعد بن ابى وقاص القعقاع بن عمرو فقضى على البقية منهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق