الحمد لله رب العالمين واصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه وازواجه والتابعين الى يوم الدين .ما اجمل الحديث عن التفاؤل فى زمن كثرت فيه النكبات والابتلاءات وحلت بدول ما حل بها وكثرت فيه المصائب وسار الشيطان يملأ القلوب هما وضيقا وجزعا حتى ان الابتسامة الطاهرة والوجه الجميل المشرق بالكاد ترى فى المائة رجل واحد مشرق الوجه متفائل ومع ما يحدث فى العالم من نكبات وابتلاءات قال كثير من الناس اننا لن نرى الخير قط واذا اردت ان تتفائل نظر اليك البعض وقال هل ترى ما يدعوا للتفاؤل هل ترى ما يعجبك بحالنا هذا فاليوم شر وغدا اشر وكأن العاقبة بيد الشيطان ولا حول ولا قوة الا بالله .ان الحديث عن التفاؤل فى الازمات لا يجيده الا من يعرف الله فالذى يعرف الله لا تضيق به السبل. الذى يعرف الله لا تتصحر روحه. الذى يعرف الله يعلم ان العسر لابد ان يعقبه يسر . الذى يعرف الله يعلم ان من السموات والارض مهما كاد لا يقع فى ملك الله الا ما اراد الله .فالواثق بالله والذى يحسن الظن بالله يعيش فى زمن الازمات فى دوحة من الايمان مطمئن لايجزع لانه يعلم ان الحول والقوة بيد الله . يعلم ان العاقبة للمتقين ولله عاقبة الامور .لذلك فالحديث عن التفاؤل فى زمننا هذا امر واجب لان البعض قد ضاقت به الارض بما رحبت . مع ان الأيه (فضاقت عليهم الارض بما رحبت) نزلت فى ثلاثة من الصحابة تخلفوا عن غزوة العسرة وظلوا واحد وعشرون يوما هكذا الا انهم كان عندهم يقين بالله وحسن ظن به انها ستفرج ففرجت . ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها ظلت شهرا تعيش آلام قذفها وهى اطهر من مشى على الارض فدئها اعراضنا وارواحنا وابنائنا ودمائنا . الا ان الله اراد فى هذا الشهر ان يمحص الصف ولذلك قال الله بعد شهرمن قذف امنا عائشة (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير) فالمؤمن دئما يعلم ان المصائب فى الحياة يأتى بعدها الخير فانتظار الفرج عبادة نتعبد بها لله تعالى وانتظار الفرج هو فرج من الله تعالى وانتظار الفرج ثقة بالله وحسن ظن به . فما بالك بعبد يطرق الباب على الله افلا يفتح له بلى والله سيفتح له وسيفرح بفرج الله .فالبعض يقول لماذا تأخر الفرج الا تعلم ان الله احب ان يسمع صوتك وانت تدعوه وتلح عليه فى مسألتك .يحب ان يسمع مناجاتك ويرى دمعك وهو ليس فى حاجة اليك انما حتى ترتفع فى مراتب التوكل واليقين. فحسن الظن بالله والتفاؤل معناها صدق العبد فى اعتماده على الله وانتظار الفرج من الله والثقة ان الصبر لابد ان يعقبه الفرج والعسر معه اليسر من الله .فالله قال لنبيه عليه الصلاة والسلام ليطمئن قلبه (ألم نشرح لك صدرك ) هذا من القرآن المكى وزمن القرآن المكى زمن آلام .فحبيبنا صل الله عليه وسلم مات له من الابناء ستة وقتل اصحابه بين يديه وعذب اصحابه وهو يرى اصحابه وهم يتفرقون ويعذبون ومع ذلك انزل الله له ألم نشرح لك صدرك .فانشراح الصدر فى الازمات معناها انك تعرف الله .واذا اراد الشيطان ان يغلق الابواب فقد اراد ان تنظر الى الحياة من ثقب ابرة وان تقول لا فائدة وان تقول هلكت وان تقول الموت خير من هذه الحياة . لا والله فان الفرج قادم مادام فى القلب نبضة وما دام فى الحياة نظرة فلن يغلب عسر يسرين كما قال صل الله عليه وسلم وقال الله تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا تأكيد من المولى جل وعلى على اليسر مع العسر والفرج مع الضيق .لان المقاليد بيد الله له مقاليد السموات والارض .فالبعض يرى ما يحدث فى العالم من ابتلاءات فليحمد الله على ماهو فيه من خير ونعم قد من الله عليه بها فيجب الا نلعن الابتلاءات فهل لعن الابتلاءات يمنعها لا والله لكن يجب التضرع واللجوء الى الله فهو كاشف الضر ومسبب الاسباب فليس لنا الا حسن الظن بالله والتوكل عليه فتشاؤم المتشائم يزيد فى الامة آلامها لان المتشائم قاعد والقاعد لا تقوم به امة ولا تبنى عليه آمال .فالرسول صل الله عليه وسلم كان ينشر البسمة والتفاؤل بين المسلمين وهل يوجد آالام اشد من آلام آل ياسر حيث يعذبون وتطعن سمية ويمر الرسول صل الله عليه وسلم عليهم وهم فى العذاب ويقول صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنه أليست هذه بشرى لهم فآالام سوف تنتهى عندما تدير ظهرك للصراط منطلقا الى الجنة تدخلها فوالله لذكر الجنة وحده ينهى هذه الالام فعندما تتذكر الجنة ونعيمها وما تلاقى فيها تنسى ما تتعرض له من آلام ومحن واختبارات وابتلاءات فيكفينا ان فيها رسول الله صل الله عليه وسلم .ستنتهى الالام عندما يسلم عليك الملائكه من كل باب والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم . فمع اول غمسة فى الجنة تنسى الالام .لذلك كان الحبيب صل الله عليه وسلم يقول لاصحابه لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله . فثق ان الله جل وعلا فوق واعظم مما تتصور فاذا اعطى سبحانه ادهش العقول عطاؤه يأتيك بالارزاق من حيث لا تعلم .فهل رأيت ماحدث لنبى الله ابراهيم عليه وعلى نبينا السلام يقذف فى النار ولا يطلب النصرة والعون والنجاة الا من الله فقال حسبنا الله ونعم الوكيل فرد الله عليه قولنا يانار كونى بردا وسلاما على ابراهيم .فنار ابراهيم عليه السلام هى نارنا التى تحرق ورب ابراهيم هو ربنا جل وعلا فقد قال احد السلف اعطنى ايمانا كايمان ابراهيم ابنى لك جنانا فى الجحيم .وابراهيم يضع هاجر وابنها اسماعيل فى صحراء لا نبت فيها ولا ماء فى واد غير ذى زرع موحش . فتقول امنا هاجر أالله امرك بهذا قال نعم قالت اذا فان الله لا يضيعنا ثقة بالله وحسن ظن فى الله . فيخرج الله لها الماء تحت قدم طفلها نبينا اسماعيل عليه السلام وتأتى القبائل اليها ثم تبنى فيها افضل بقعة على وجه الارض كاملة مكة دورة الكون كله .سيدنا موسي على الماء وفرعون وجيشه خلفه والجبال على الجانبين فقال من معه انا لمدركون فتقدم الواثق المحسن الظن بالله فيقول كلا ان معى ربى سيهدين فيضرب البحر فينفلق الى نصفين ويمرون منه فانها الثقة بالله وحسن الظن به فلو ان عبدا وثق فى الله ثقة الانبياء فى الله فلن يغلق عليه باب ولا تمر على قلبه كربة ولا تدمع عينه حسرة لكنها تدمع شكر وحمد وثقة بالله ولكن اين معين التقوى فى القلوب التى وقفت على سواحل الاحزان وتقول انا لمدركون فالله لا يخلق شرا محضا.فالله له فى كل اخذ واعطاء حكمه قد يحب عبدا فياخذ منه ويبغض عبدا فيعطيه فاخذه عطاء فحرك لسانك بالحمد الشكر فالمؤمن يبتلى على قدر ايمانه فمن كان فى دينه صلابة كان البلاء عليه اشد لان اولياء الله مارضى الله لهم ان تكون الدنيا عطاؤهم ولا دار لهم .وكما قال بعض السلف لو ان الله كشف لك مافى الغيب ورأيت ما كتبه الرحمن لك لاخترت ما اختاره الله لك .فعجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابه سراء شكر وان اصابه ضراء صبر فكان خير له فقد ضرب الله لنا مثلا فى حسن الظن بالله ما حدث لنبينا عليه السلام فى الغار مع صاحبه ابا بكر رضى الله عنه من خوف الصديق على رسول الله ان يكشف امرهم فكان رد النبى صل الله عليه وسلم لاتحزن ان الله معنا ثقة بالله وحسن ظن به .فغير المتفائل مقعد يقول هلك الناس قال رسول الله صل الله عليه وسلم من قال هلك الناس هو اهلكهم بمعنى هو سبب اهلاكهم او هو اهلكهم فكيف يهلك الناس والله حفيظ افعل ما عليك وستجد فى كل الم امل وفى كل محنة منحة من الله جل وعلا فلا يمكن لدابة تسير فى الارض الا على الله رزقها فقول الرسول صل الله عليه وسلم لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا .فهناك سنن كونيه لا يمكن ان يدوم رخاء كما انه لايمكن ان يدوم بلاء حتى فى عزة الامة فالامة احيانا تكون فى اوج عزها واحيانا اخرى تبقى فى الحضيض عندما تفرط فى اوامر ربها ودينها ثم ما ان تعود تتمسك بتعاليم ربها تعود لمجدها مرة اخرى فالمتفائل ينظر دائما الى الجانب الايجابى فالمظلوم المؤمن مع ان الظلم مبغوض لقوله تعالى ياعبادى انى قد حرمت الظلم على نفسى فلا تتظالموا فما الذى يجعل المظلوم يعيش الا الامل.فالموت ليس النهاية فالمثوى الاخير فريق فى الجنة وفريق فى السعير فبعضنا يصل الى الله وليس عليه خطيئة من كثرة الابتلاءات فالشوكة التى تصيب المؤمن تكفر عنه خطاياة فالشيطان يقف امامك حائلا حتى لاترى النور والخير فى الابتلاءات .وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم فمن تأمل هذه الايه وجد انها تطفئ الانين وتذهب الحزن والهم ان الرضا بالقضاء والقدر يجعل العبد يرضى باخذ الله بعد عطائه فهذ ه الايه تربى المؤمن ليعلم ان الله حكيم فى عطائه واخذه فلا تملى على الله ما تريد .اخير نلجاء الى الله وندعوه ونتوسل اليه ونحسن الظن بان الله لن يخذلنا ولا يرضى لنا الا الخير فى الدنيا والاخرة .
إعلان في أعلي التدوينة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إعلان في أسفل التدوينة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق