-المعاملات
كورونا المرض والعلاج
نحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم : كلما ظهر مرض من الامراض واشياء من الابتلاءات والاختبارات والاوبئة يهتز العالم رعبا وخوفا واكثر من يهتز الذى يكون بعيدا عن تعاليم السماء وعن القوانين الربانية لان الحياة بالنسبة له فرصة واحدة لقوله تعالى (ولتجدنهم احرص الناس على حياة) (ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنه وما هو بمزحزح عن العذاب ان يعمر) لقد اهتز العالم فى الفترة الاخيرة بسبب فيروس كورونا الذى ظهر فى الصين نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعافينا من هذا المرض .فاسلامنا فيه العجب العجاب لقد دخلت امرأة النار فى هرة حبستها لا هى اطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الارض وهذا عقاب من حبست هرة فما بالك بمن حبس انسان . فى حديث رسول الله صل الله عليه وسلم انه اوصانا اذا اتى الليل واردنا النوم فقال اطفئ مسرجك واغلق بابك واوقى السقاء اى قم بتغطية الطعام والشراب فالمسلم عنده قانون هو الوقاية خير من العلاج فقد احل الله لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث فلا يوجد طعام او شراب قد احله الله الا وله فوائد وليس له ضرر ولا يوجد طعام حرمه الله الا وله نتائج مضرة باضرار بليغة فيوجد كثير من الناس مثل الصين يأكلون اشياء واطعمة لم يحلها الله تعالى تأتى بالامراض بالفيروسات واذا اصاب الانسان المسلم شئ من هذه الابتلاءات عليه ان ياخذ بالاسباب كما يقولون اعقلها وتوكل فعليه ان بسلك طريق الاطباء والا يجزع وان يتوجه الى الله وان يستغفر ويتضرع الى الله ويلجأ اليه ليذهب عنه الضرر فسيدنا عمر رضى الله عنه اراد ان يزور الشام وعندما خرج الى الطريق قد بلغة ان عموس بها طاعون فتوقف متحيرا ايكمل طريقه ام يرجع فاستشار الصحابة فى ذلك فاذا بعبد الله ابن عمريخرج لهم بنص يقول سمعت النبى صل الله عليه وسلم يقول (اذا كان الطاعون فى بلد وانتم خارجها فلا تدخلوها واذا كان الطاعون فى بلد وانتم داخلها فلا تخرجو منها او كما قال )اذا فالحجر الصحى وهذا امر من الرسول صل الله عليه وسلم فاذا كان صاحب الوباء داخل الوباء فلا يخرج حتى لا ينشر وباؤه بين المسلمين فهذه هى نظرة الاسلام واوامره فيما نمر به اليوم من وباء . فهذا الفيروس يفتك بالعالم لبعده عن الله سبحانه وتعالى فقد رأينا ماحدث للصين بعد ان احتجزت خمسة ملايين مسلم عذبتهم وفتكت بهم ولم يحرك العالم ساكنا
وقد اتخذت الدول اجراءات الحجر الصحى فعلقت كل الدول نشاطات التعامل مع الصين ومنع السفر الى هذه الدولة التى اصبحت مصدر يهدد العالم كله بسبب وباء كورونا يعتبر هذا الفيروس وباء مثل انفلوانزا الطيور ولكن العلماء يؤكدون ان هذا الفيروس يستطيع التحور والتطور لاشكال وفيروسات اخطر من الموجودة حاليا مما يجعله يحصد ملايين من الارواح ولم يكن يعلم فى قديم الزمان ان الانسان ممكن ان يحمل الفيروس دون علمه ويقوم بنشرة والنبى صل الله عليه وسلم امر باتخاذ اجراءات عدة تدل على انه رسول من عند الله ففى زمنه صل الله عليه وسلم لم يكن لاحد علم بانتشار الفيروس ولذلك فان المنطق يفرض نفسه فى ذلك الوقت ان يأمر الناس بالهرب من الطاعون ولكن ماذا قال النبى صل الله عليه وسلم قال (الطاعون بقية رجز ارسل على طائفة من بنى اسرائيل فاذا وقع بارض وانتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه واذا وقع بارض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) رواه البخارى ومسلم . وانظرو معى الى هذه الوصفة النبويه الرائعه وهو ما يسميه العلماء بالحجر الصحى حتى الانسان الذى يبدو صحيح الجسم وهو فى بلد الوباء لم يسمح له النبى صل الله عليه وسلم بان ينتقل ويخرج منها حتى انتهاء الوباء مع منع الانتقال بين المدن وهذا ما يقوله الاطباء اليوم ولو تأملنا فى البلدان المصابه اليوم من اوروبا وشرق اسيا بل بعض البلدان العربيه ايضا نجدها صادرة من اناس قدمو من امريكا او المكسيك حيث تقع بؤرة المرض ولذلك فان الحديث الشريف هذا يمثل معجزة نراها ونلمسها فى عالمنا هذا ويمثل طريقة صحيحة فى الطب الوقائى ويمثل سبق علميا ففى هذه الاحاديث الشريفه خطة طبية محكمة وضعها النبى صل الله عليه وسلم فى وقت لم يكن معروفا فيه الحجر الصحى فيلزم المسلم الموجود فى بلد تفشى فيه الطاعون عدم الخروج منه وكذلك المسلم الذى خارج البلد الموبؤة بعدم الدخول اليها والموت بالاوبئة منصوص عليه من علامات الساعة ففى حديث عوف ابن مالك رضى الله عنه قال اتيت النبى صل الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وهو فى قبة من ادم قال (اعدد ستا بين يدى الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب الا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بنى الاصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايه تحت كل غاية اثنا عشر الفا ) رواه البخارى .فذكر فتح المقدس وقد فتح فى عهد عمر رضي الله عنه ثم موتان قال القاضى عياض اسم للطاعون والموت وقال بن اثيرالموتان هو الموت الكثير الوقوع وشبهه بقعاص الغنم وهو داء يأخذ الغنم لا يلبسها الى ان تموت وقيل هو داء يأخذ فى الصدر وكثير من الاوبئة تصيب الرئة وتحبس النفس فما يلبس الانسان الا ان يموت فكثير من الموت فى هذه الامة يكون بالقتل وبالاوبئة كما دلت على ذلك فى الاحاديث الشريفه وقد جمعت عن عائشة رضى الله عنها وعن ابيها قالت قال رسول الله صل الله عليه وسلم(لا تفنى امتى الا بالطعن والطاعون) رواه احمد والطعن هو القتل والطاعون وباء وقد دلت السنة النبوية على ان الفواحش والبغى سببان للوباء ففى الحديث الشريف ( لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها الا فشى فيهم الطاعون والاوجاع التى لم تكن مضت فى اسلافهم الذين مضوا) رواه ابن ماجه وقال ابن عباس رضى الله عنهما ماظهر البغى فى قوم قط الا ظهر فيهم الموتان فالاول وباء والثانى قتل وكلاهما مكتوب على هذه الامة ويظهر فى اخر الزمان وقد وقع فى المائة سنة الاولى للهجرة اربعة طواعين ابتلى بها الناس اان ذاك فطاعون وقع سنة ست للهجرة عام صلح الحدبية لكنه اصاب بلاد فارس وسلمت منه المدينة لان المدينة حرمت على الطاعون لكن قد يصيبها وباء غير الطاعون والطاعون الثانى طاعون عمواس فى الشام واستشهد فيه جمع من الصحابة رضى الله عنهم اشهرهم معاذ وابو عبيدة وشرحبيل بن حسنة والفضل بن العباس رضى الله عنهم جميعا وحصد خمس وعشرين الف نفس والطاعون الثالث طاعون الجارف فى دولة ابن الزبير رضى الله عنهما سنه تسع وستين للهجرة سمى الجارف لكثرة من مات فيه من الناس هلك فى ثلاثة ايام منه فى كل يوم سبعون الفا ومات لانس ابن مالك رضى الله عنه فيه ثلاثة وثمانون ابنا ومات لعبد الرحمن ابن ابى بكرة اربعون ابنا ومات لعبيد الله بن عمير ثلاثون ابنا ومات لصدقة بن عامر سبعة بنين فى يوم واحد فدخل فوجدهم قد سجوا جميعا فقال اللهم انى مسلم مسلم قال معاذ الدمار اخبرت ان الدار تصبح وفيها خمسون وتصبح الغدا وليس فيها واحد والطاعون الرابع كان سنة سبع وثمانين للهجرة ويسمى طاعون الفتيات لانه بدء فى العذارى والجوارى بكثرة بواسط وبالشام وبالكوفة ومات فيه عبد الملك بن مروان الخليفة او بعده بقليل ويسمى ايضا طاعون الاشراف لكثرة من مات فيه من الكبراء وتتابعت الاوبئة والطواعين عبر القرون وقد وقع ما اخبر به النبى صل الله عليه وسلم من كثرة الموتان وانه من علامات الساعة وان هلاك امته بالطعن والطاعون فكان كما قال عليه الصلاة والسلام وفى عصرنا هذا ظهرت اوبئة ما كانت تعرف من قبل كالايدز والسارس وانفلوانز الطيور والخنازير وجنون البقر واخيرا كورونا حتى ان منظمة الصحة العالمية قد سجلت فى الخمسة اعوام الاخيرة فقط اكثر من الف وباء على مستوى العالم وعدم السيطرة عليها واكتشاف اللقاحات لها واذا اذن الله لفناء اناس فيها عجزو عن السيطرة عليهاولله الامر من قبل ومن بعد وهو على كل شئ قديرفما حكم من يموت فى الوباء كثيرة هى الاحاديث الشريفة التى دارت حول الطاعون والاوبئة وفرق علماء المسلمين بين الطاعون والوباء حيث ذكرت ان الطواعين مجهولة المصدر اما الاوبئة فمصادرها معروفة غالبا ولذلك صنف العلماء الطاعون ضمن الاوبئة و فى التاريخ الاسلامى توفى الكثير من الصحابة والتابعين بالطاعون شهداء ومن اشهرهم ابو عبيدة بن الجراح ومعاذ وشرحبيل بن حسنة والطاعون شهادة لكل مسلم لقول الرسول صل الله عليه وسلم الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد فى سبيل الله . ويجب على كل مسلم بل كل انسان اتخاذ التدبير الاحتياطية التى نصت عليها منظمات الصحة العالمية من النظافة وتجنب اماكن الازدحام مع لبس الاقنعة او الكمامات حفاظا على نفسه وعلى اهل بيته واسرته ولا يشارك فى قتل امرئ مسلم او غير مسلم بنشر الوباء والى الان لا يوجد علاج لهذا الفيروس الا اتخاذ الاحتياطات الازمة والعزل نسال الله سبحانه وتعالى ان يعافينا ويحفظ بلاد المسلمين من كل سوء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق