-العبادات
طيب الحياة
الحديث عن الحياة الطيبة هو الحديث الذى ينبغى ان يعيشه كل مسلم بل كل انسان لان الحياة اما للانسان واما علية ,تمر ساعاتها بل ايامها واعوامهاعلى الانسان وتقوده الى الرضوان حتى يكون من اهل الفوز والجنان . او تمر عليه فتقوده الى النيران وغضب الواحد الديان . الحياة إما أن تضحكك ساعة وتبكيك دهرا وإما أن تبكيك ساعه لتضحكك دهرا, الحياة إما نعمة أو نقمة عليه هذه الحياه التى عاشها الاولون وعاشها الآباء والاجداد وعاشها السابقون وصاروا الى الله عز وجل بما كانو يفعلون . الحياة معناها كل لحظة تعيشها ونحن فى هذة اللحظة نعيشها اما لنا او علينا فالرجل الموفق السعيد من نظر اليها وعرف حقها وقدرها فهذة الحياة طالما ابكت اناسا فما جفت دموعهم وطالما اضحكت اناسا فما ردت عليهم ضحكاتهم ولا سرورهم ,
الحياة الدنيا جعلها الله ابتلاء واختبارا وامتحانا تظهر فيه حقائق العباد ففائز برحمته سعيد بلطفه ومحروم من رضوانه شقى طريد .كل ساعة نعيشها اماان يكون الله راضيا عنك فيها واما العكس والعياذ بالله ,فاما ان تقربك من الله واما ان تبعدك عن الله وقد تعيش لحظة واحده من لحظات حب الله وطاعته تغفر بها سيئات الحياة وتغفر بها ذنوب العمر وقد تعيش لحظه واحده تنكب فيها على صراط الله وتبتعد فيها عن طاعة الله تكون سببا فى شقاء الانسان فى حياته كلها نسأل الله العافية.
فالحياة هذه فيها داعيان .
داع الى رحمة الله ورضوانه ومحبته, او داع الى شهوةامارة بالسوء او نزوة داعية الى خاتمة السوء.والانسان قد يعيش لحظة من حياته يبكى فيها بكاء الندم على التفريط فى جنب الله ,يبدل الله بذلك البكاء سيئاته حسنات وكم من اناس اذنبوا وكم من اناس اساءوا وكم من اناس ابتعدوا وطالما اغتربوا عن ربهم فكانوا بعيدين عن رحمته غريبين عن رضوانه وجاءتهم الساعة واللحظة وهى التى نعنيها بالحياة الطيبة لكى تراق منهم دمعة الندم ولكى يلتهب فى القلب داعى الالم فيحس الانسان انه قد طالت عن الله غربته وقد طالت عن الله غيبته لكى يقول انى تائب الى الله ومنيب الى رحمته ورضوانه وساعة الندم هذه هى مفتاح السعادة للانسان .ويقول العلماء ان الانسان يذنب ذنوبا كثيرة ولكن اذا صدق ندمه وصدقت نوبته بدل الله سيئاته حسنات وبدل حاله من حال الى حال فاصبحت حياته طيبة بطيب ذلك الندم وبصدق ما يجده فى نفسه من الشجا والالم .نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يحيي قلوبنا هذا الداعى الى رحمته وهذا الالم الذى نحسه من التفريطفى جنبه .نريد ان يسال كل واحد منا نفسه ليلا ونهارا .كم يسهر من الليالى ؟ كم يقضى من ساعات ؟ كم ضحك فى هذه الدنيا ؟ وهل هذه الضحكه ترضى الله عز وجل عنه ؟وكم تمتع فى هذه الحياة ؟ وهل هذه المتعه ترضى الله عز وجل عنه ؟ ويوجد الف سرال وسؤال يسأله لنفسه وقد يبادر الانسان ويقول لماذا اسأل نفسى هذا ؟نعم تسال لان ما من طرفة عين ولا لحظة تعيشها الا وانت تتقلب فيها فى نعم الله ومن الحياء والخجل مع الله ان نستشعر عظيم نعم الله علينا . نحس اننا نُطعم طعام الله واننا نستقى من شراب خلقه الله واننا نستظل بسقفه واننا نمشى على ارضه واننا نتقلب فى رحمته فما الذى نقدمه فى جنبه ؟ فليسأل الانسان نفسه .يقول الاطباء ان فى قلب الانسان مادة لو زادت او نقصت بمقدار 1% مات الانسان فى لحظة فاى لطف واى رحمة واى عطف واى حنان من الله يتقلب الانسان فيها . يسأل الانسان نفسه عن رحمه الله فقط فاذا اصبح الانسان معافا فى صحته وبدنه سمعه وبصره وقوته فمن الذى حفظهم له ورد روحه فيه ؟ من الذى يمتعه بالصحه والعافيه ؟هاهم المرضى على الاسرة فى المشافى يتأوهون ويتألمون والله يتحبب الينا بهذه النعم يتحبب الينا بالصحة وبالعافيه والامن والسلامه كل ذلك فقط لكى نعيش حياة طيبه . إن الله تعالى يريد من عبده امرين الامر الاول : فعل الفرائض الامر الثانى : ترك نواهيه وزواجره
ومن قال ان القرب من الله عز وجل فى الحياة الاليمه فيه الضيق فقد اساء الظن بالله .اذا ما طابت الحياة فى القرب من الله فلن تطيب بشئ سواه واذا ما طابت بفعل فرائض الله وترك محارم الله فلا تطيب بشئ سواه ويجرب الانسان متعة الدنيا كلها ولن يجد اطيب من متعة العبودية لله بفعل الفرائض وترك المحارم التى نهى الله عنها . انت مأمور بامرين اما ان يأتيك الامر افعل او لا تفعل . فالاجساد والقلوب والارواح ملك لله ينبغى للانسان اذا اراد ان يتقدم او يتاخر يسال نفسه هل الله راض عنه
عوائق القرب من الله
اولا : الشهوة
فهى لذة ساعة والم دهر شهوة اللهو واللعب الذى وصف الله عز وجل به هذه الحياه الدنيا بانها لهو ولعب وكم من اجساد لهت ولعبت وهى تتقلب الان فى عذاب الثبور وكم من اجساد لهت ولعبت وهى الان فى ضنق القبور لن تعرف قيمة الحياة ولا حقيقة هذة الشهوة التى دعت الى معصية اللهالا اذا جاء وقت الفراق والموت ولن تجد ندما اصدق من ندم الانسان اذا ودع هذه الدنيا ويقول الانسان لحظة الفراق لو كان صالحا (قال رب ارجعون . لعلى اعمل صالحا فيمل تركت )ولا يغتر الانسان ويقول هذة الساعة بعيدة لانه شاب فكم من حوادث اخذت اناسا فى ريعان شبابهم وشدة النشوة واكتمال العمر والله لم يحرمنا الشهوة ولم يمنعنا من التمتع بلذتها بل جعل للشهوة موضعا ومكانا معينا امينا سليما نقيا ولا يأذن لك ان تضع الشهوة فى غير ذلك المكان الابحقه
ثانيا : سوء الظن بالله
بعض الناس اذا قلت له اقبل على الله يقول لماذا تضيق عليا دعنى اتمتع بالحياة يشعرك انه يحس بان ضنق الحياة ووالالم الذي يعيشه فيها سببه القرب من اللهفليعلم هذا انه لا اطيب من القرب الى الله ومن اراد ان يجدد لذة القرب من الله فليزدد من الاعمال الصالحة التى تحبب الله اليه وتدعوه الى مرضاته حتى يحس بلذة العبودية
ثالثا الشيطان
هذا الشيطان نوعان شيطان انس وشيطان جن فمن اراد القرب من الله فعليه ان يفر من شياطين الانس وشياطين الجن . اما شياطين الانس فهم الذين يزهدون فى طاعة الله وييئسون الانسان ويقنطونه من رحمة الله فينبغى للانسان الايصغى اليهم وليعلم ان الصديق الصادق فى محبته ومودته وخلته هو الذى يهدى اليه عيوبه ويدعوه الى محبة ربه وذل العبودية لخالقه . اما شياطين الجن فهى الوساوس التى يقذفها فى قلب الانسان ويقول له انتظر فلا زال فى العمر بقية لا تعجل وتمتع بهذة الحياة تمتع بالشهوات فيها وافعل ما شئت من لذاتها ولايزال يمنيه ويسليه حتى يسلمه الى عاقبة الردى .
كيفية اجتناب عوائق القرب من الله
علينا ان نخالف هذه الامور السابقة الذكر فنستبدل داعى الشيطان بداعى الرحمن ونستبدل داعى شيطان الانس بدعاة الخير من الصالحين . وسوء الظن نستبدله بحسن الظن بالله .فاعرض نفسك على كتاب الله واجعل لك كل يوم جلسة مع القرآن لا يحس الشاب ان هذا القران نزل لغيره والله انك مخاطب بالقران شئت ام ابيت اقتربت ام بعدت وكل لنسان يوم القيامة سيأتى هذا القران حجة له او عليه , ففيه طمأنينة القلوب وانشراح الصدور والله تعالى يقول فى كتابه الكريم (ألا بذكر الله تطمئن القلوب )فاعرض نفسك على كتاب الله لتعيش فى رحمة الله اذ يخاطبك جل وعلا واعرض نفسك على داعى الله بتحقيق ما امر الله به فى القرآان وترك ما نهى الله عنه فى كتابه.
الجلوس مع الصالحين واتيان حلق الذكر التى لا يشقى بهم جليس . فزيارة الصالحين والانس بهم ومحبتهم خير للانسان فى الدنيا والاخرة وهم نعم القوم ما جلس انسان مع رجل صالح الا وجد منه الخير لا يدعوه الا لصلاح دينه ودنياه واخرته واما قرين السوء فعلى العكس من ذلك فهو يدعو الى محارم الله ولو سأل الانسان نفسه عن اى معصية فعلها لوجد وراءها داعى سوء ووجد وراءها شيطان الانس الذى حبب وسهل فى الوصول اليها وقد ورد فى الحديث عن النبى صل الله عليه وسلم (أن الله اذا أنزل أهل الجنة فى الجنة وتمتعوا بما هم فيه من النعيم قالوا ياربنا كيف نتنعم فى الجنة واخواننا يعذبون ) اناس كانو معهم ولكن كانت عندهم سيئات كمثل رجل كان من الصالحين ولكنه لم يتب من ذنب يفعله فشاء الله ان يموت على هذا الذنب ويدخل النار فاذا دخل الرجل الصالح الذى كان يجالسه الجنة يتذكر اخيه المسلم هذا فيقول يارب كيف انعم فى الجنة واخى يعذب فيأذن الله بالشفاعة يقول النبى صل الله عليه وسلم (فلا يزال الرجل يشفع حتى يشفع للرجل الذى جلس معه لحظة واحدة فى ذكر الله ) تخيل لحظة واحدة توجب الشفاعة فهذه من ثمار الجلوس مع الصالحين .ومن ثمار الجلوس مع الصالحين ايضا ان القلوب والصدور تنشرح وتطمئن بذكر الله ولذلك تجد الانسان اذا جلس مع الصالحين يقوم ونفسه معلقة بالسماء معلقة بطاعة الله يريد ان يفعل الخير ليقربه الى الله . وهذا هو الصديق الذى تقوم من عنده وحالك اصلح من حالك قبل جلويك معه . ومجلس واحد من ذكر الله يجعل الانسان فى تغير من حال الى حال اذا صدق فى عبوديته وتأثر بما يقال له من أوامر الله , والجلوس مع الصالحين من اهم الاسباب التى تدل الانسان على ربه والجليس الصالح هو الذى اذا نسيت الله ذكرك واذا ذكرت الله اعانك والكلمة الطيبه من الرجل الطيب تستطيب بها القلوب والنصيحة الصالحةمن الرجل الصالح يصلح الله بها الاحوال وقد بين النبى صل الله عليه وسلم ان مجالس الصالحين تغشاها الملائكة وهى حلق الذكر التى تحفها الملائكة الى السماء ويطيب بها وقت الانسان وتطيب بها حياته.واستبدال سوء الظن بالله بحسن الظن امر مهم جدا للانسان فالله تعالى فوق ما تظن من الرحمة ان تقربت اليه شبرا تقرب اليك ذراعا وان تقربت اليه ذراعا تقرب اليك باعا وان اتيته تمشي اتاك هروله وكل واحد ينبغى عليه ان يكون عنده شعور وعلم انه لا ارحم به من الله ولو ان الانسان حمل ذنوب هذه الحياة كلها وجاء فى لحظة واحدة تائبا الى الله منكسرا بين يدى الله يرجو رحمة الله لا يخيبه الله من رحمته ولا يقنته من روحه فهو اكرم من سُئل واعظم من رُجى وأُمل وفى قصص التائبين عبر فان الانسان قد يتوب من ذنوب الحياة ويجعل الله توبته فى لحظة واحدة موجبة لغفران حياته كلها ولذلك اصدق شاهد ان بعض الحجاج يقدم على الله وعمره سبعون عاما وهو لا يعرف الله يعيش فى المعاصى والذنوب فيأتى الله فى اخر عمره تائبا منيبا لا تتمالك عينه الدموع . هذا وان دل على شئ فانما يدل على سعة رحمة الله هذا الرجل ظل حياته كلها بعيدا عن الله وما انتقم الله منه والله قادر وهو جالس على المعصية ان يخسف به الارض . سبحان الله يعصيه الانسان ومع ذلك يعطيه الصحة ويمكنه من لذة المعصية وهو قادر على ان يسلب روحه فى هذه اللحظة ويستره وهو يفعل المعصية فسبحانه ما احلمه فهذا يفعل المعصيه فى عافية وصحة وستر ثم مع ذلك يدعوه الله ويقول له هلم الى رحمتى هلم الى جنة عرضها السموات والارض .
ثمرات الحياة الطيبه
خصلة الاستقامة فمن من ثمرات الاستقامة الطيبه والعمل الصالح ان الانسان اذا حانت ساعته وقيامته ودنت ساعة فراقه كانت اطيب ساعة عندة لانه لقاء الله فالناس عند الموت يخافون الا صاحب الاستقامة والحياة الطيبة اذا جاء الموت يحس انه فى حنين وشوق الى الله لذلك تجد صاحب الحياة الطيبة اذا دنت منه سكرات الموت تجده فى انشراح نفس وطمأنينة وراحة بال وبعضهم يسلم الروح وهو يبتسم نسال الله ان يجعلنا منهم ومن الذين قال فيهم ربنا ( لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون ) ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )ويجب على الانسان ان يجتهد فى صلاح الباطن وصلاح الظاهر وصلاح القول والعمل , لا تتكلم الا وانت تعرف ان الله يرضى عن كلامك ولا تعمل الا وانت تعلم ان الله يرضى عن عملك .
استجابة الدعاء . انك اذا اقبلت على الله فهناك خصلة عجيبة كريمة ولو خسرت ما خسرت ولو خسرت الاصحاب والليالى الطيبة فان هناك شيئا لم تخسره وهو الله اذا اقبلت على الله وفعلت هذه الثلاثة عقيدة صالحة وقولا طيبا وعملا صالحا فلا ترفع كفك وتقول يارب الا اجاب الله دعوتك ولا قلت اسألك الا اجاب الله سؤالك لذلك ورد فى الحديث الشريف ( ان العبد اذا كان صالحا اصبح معروفا فى السماء) لان العمل الصالح يصعد الى الله فاذا صعدت منك الكلمات الطيبه فانت دائما تقول لا اله الا الله استغفر الله وتذكر الله وتتكلم بالكلام الطيب وتحسن الى الناس وتفعل الاعمال الصالحة . اذا بالاعمال الصالحة تصعد فاذا بكثرة الاعمال الصالحة تحبك بها الملائكة ويجعل الله حب الملا الاعلى لك فى السموات فاذا جاء كرب من الكروب جاءتك مشكلة او جاءك شئ تخافه فقلت يارب قالت الملائكة فى السماء صوت معروف من عبد معروف من هو ؟ انه المطيع الى الله عبد بلغ به انه اذا دعا الله استجاب دعاءه ما الذي ينقصه فى هذه الحياة اذا اصبحت فى لحظة بعبوديتك الخالصة وطاعتك الصادقة لله وقلت يارب اجاب الله دعاءك فاى مقام واى منزلة واى شرف اصبحت انت فيه هذا هو العز وهذا هو الجاه وهذه هى الحياة الطيبه التى ينبغى لكل انسان ان يفكر فيها وان يجتهد فيها . والضيق كل الضيق فى معصية الله والسعة كل السعة فى طاعة الله . نسال الله بعزته وجلاله ان يرزقنا هذه الحياة الطيبة وصل الله وسلم على نبينا واله واصحابه اجمعين .
جميل جدا
ردحذف