جاري تحميل ... طارق للمعلومات

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

-العبادات

الدعاء عبادة

بالدعاء يقصد العبد ربه ويتوجه إليه طالبا منه النفع وكشف الضر والثناء على الله سبحانه وتعالى بما هو أهله من المحامد راجيا وجهه سبحانه وتعالى لا شريك له. قال الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله  الفرق بين الدعاءوالاستغاثة أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب اما الدعاء فهو من المكروب وغيره فهو اعم من الاستغاثة فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة. والدعاء نوعان دعاء مسألة ودعاء ثناء. فدعاء المسألة هو دعاء النفع بما يعود على الداعى من جلب مصلحة أو كشف ضر. أما دعاء الثناء فهو تعظيم الله وتمجيده ومدحه وحمده بما هو أهله وهذا الدعاء أفضل من دعاء المسألة ففى الحديث قال النبي صل الله عليه وسلم (أفضل الذكر لا إله إلا الله. وأفضل الدعاء الحمد لله  ) رواه الترمذي. فدعاء الثناء يشمل دعاء المسألة إذ المثنى على الله بما هو أهله يرجو ثواب الله ويخشي عقابه فكأنه يسأل الله رحمته وثوابه ويستعيذ به من غضبه وعقابه. قال تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) قال ابن القيم أن هذه الايه تتناول الدعاء بنوعيه .وقال تعالى (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان  ) وقال تعالى (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين  ) فينبغي للداعى أن يوقن عند دعاءه بأنه يدعو من اتصف بكل صفات الكمال ليكون ذلك أدعى لتضرع القلب وإخباته وخشيته ورجاءه وتوكله ومحبته. ولا شك أن للدعاء فى الاسلام مكانة عظيمة ويكفى قول النبى صل الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة  ) وكون الركن الأعظم من أركان الإسلام بعد الشهادتين هو الصلاة مشتملا عليه من أولها إلى آخرها حتى أن الصلاة معناها فى اللغة الدعاء ولعظم مكانته قال رسول الله صل الله عليه وسلم (ليس شئ أكرم على الله من الدعاء  ) رواه الترمذي وقال صل الله عليه وسلم (من لم يدع الله يغضب عليه  )كما يشهد لعظم مكانة الدعاء فى الاسلام الكم الهائل من الأدعية الواردة فى السنة الصحيحة سواء المطلقة أو الموظفة لأوقات وأحوال معينة وكذلك الأحاديث التى تخبر بأوقات استجابة الدعاء وآدابه وكيفيه وأسباب إجابته وموانعها وفضله مما يدل على عظم اهميته كما يبين عظم واهمية الدعاء ما اورده القران من ادعية الانبياء والرسل وعباد الله الصالحين مادحا لهم بدعائهم بها ومعلما لنا الاقتداء بهم فى ذلك .والدعاء كان هو سلاح المؤمنين فى مواجهة اعداء الدعوة فقد امر سبحانه وتعالى نبيه صل الله عليه وسلم فقال (فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت هو رب العرش العظيم)وأخبر سبحانه عن عباده المؤمنين أنهم يقولون فى مواجهة الظالمين (على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ) (على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ) (ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) (رب انصرنى على القوم المفسدين )ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم ) كما صار ديدن الانبياء والصالحين للنجاة من أهوال يوم القيامة فقد اخبرنا رسولنا صل الله عليه ويلم عن حال الانبياء يوم القيامة (ودعوى الانبياء يومئذ رب سلم سلم ) ودعاء المؤمنين يوم القيامة قال تعالى (يوم لا يخزى الله النبى والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير ). والدعاء سبب لرفع البلاء ومنعه فقد مر النبى صل الله عليه وسلم بقوم مبتلين فقال (أما كان هؤلاء يسألون العافية) وقال صل الله عليه وسلم (لا يرد القضاء الا الدعاء ) وكان النبى صل الله عليه وسلم اذا حزبه أمر قال (ياحى ياقيوم برحمتك استغيث ) وقد قال ابن عمر رضى الله عنهما : كان يعد لرسول الله صل الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة من قبل ان يقوم (رب اغفر لى وتب على إنك انت التواب الغفور) وعن ابن عمر ان النبى صل الله عليه وسلم قلما كان يقوم من مجلس حتى يدعوا لاصحابه بقوله (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلعنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا ..... الى اخر الحديث ) وعن عائشة رضى الله عنها قالت ما خرج النبى من بيتى قط إلا رفع طرفه الى السماء فقال (اللهم أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أوأُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل على ).

حلاوة الدعاء 

للدعاء حلاوة خاصة الثناء قد ذاقها وعرفها الصالحون واخبروا عنها فقال بعضهم ( إنه ليكون لى حاجة عند الله فأدعوه فيفتح لى من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته مالا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتى خشية أن تنصرف نفسى عن ذلك لأن النفس لا تريد الا حظها فاذا قُضى انصرفت ) وقال سعيد ابن جبير لما اخذه الحجاج (ما أرانى إلا مقتولا فإنى كنت أنا وصاحبان لى دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ثم سألنا الله الشهادة فكلا صاحبي رُزقها وأنا انتظرها ) فكانه رأى أن الاجابة عند حلاوة الدعاء وقال بعض الصالحين من أراد معرفة حظ دعائه من الاجابة والقبول فلينظر كيف وجد طعمه .وقال بعض العلماء من وجد ثمرة عمله عاجلا فهو دليله على وجود القبول اجلا . وقال احد العلماء ( من اعتاد مناجاة ربه عز وجل فى الخلوات ذاق من حلاوة المعرفة ولذة المناجاة ما تتصاغر معه الدنيا بما فيها ) وقال سفيان الثورى ( لقد أنعم الله على عبد فى حاحة أكثر من تضرعه اليه فيها ) يعنى انه كلما تأخرت الاجابة كلما طالت المناجاة فحصلت اللذة وزاد القرب وقد سبق النبى صل الله عليه وسلم فقال ( وجعلت قرة عينى فى الصلاة ) وكان يقول اذا اصبح (أصبحت اثنى عليك حمدا ) واذا امسى ( امسيت اثنى عليك خيرا) وقد تجلت هذه الحلاوة أيما تجل فى اطالة فى الصلاة عندما يصلى وحده وقد ملأها بالثناء على ربه والاطاله فى ذلك سواء فى ادعية الاستفتاح او فى ركوعه او سجوده او بعد رفعه من الركوع والمتأمل لأدعية الصلاة المنقولة عنه صل الله عليه وسلم يدرك ذلك .

أسباب تحصيل حلاوة الدعاء 

اولا : المعرفة بأهمية الدعاء ومكانته فى الاسلام 


ثانيا :اليقين بالحاجة الملحة الى ضرورة التغيير

ان الدعاء سبيل ذلك . وكيف لا يوقن العبد بذلك وهو يرى نفسه كلما استقام على الخير أياما عاد الى الكسل والغفلة شهورا وكلما زهد حينا عاد الى الفتور والشهوة احيانا أم كيف يشك المرء فى ذلك وهو لا يعمل بكل ما يعلم من الخير بل وما يجهله اكثر مما يعلمه ثم إن ابواب الخير أولويات تحتاج الى البصيرة ولا يوفق العبد فى ذلك كله الا بمعونة الله وهدايته وتسديده . وهل يشك العبد فى احتياجه المُلح الى الدعاء وهو يرى فى نفسه من الافات والعيوب ما يري بل ربما كان ما خفى عنه أعظم . أم هل يستطيع المرء أن ينكر فقره الى الله وهو لا يستطيع الجزم لنفسه بالاخلاص فى العمل الصالح ولا بالصدق فيه ولا بإحسانه واتقانه ولا بقبوله .فمن اراد تحصيل حلاوة الدعاء فعليه أن يوقن بضرورة تغييره لحال نفسه واصلاحه ما بينه وبين الله أولا ثم عليه أن يوقن أن سبيل صلاحه وهدايته هو التضرع واللجوء الى الله بالدعاء والثناء . ويعين العبد على اقناع نفسه بتقصيرها فى طاعة الله وضرورة تغيرها .كثرة اطلاعه على أقوال وأحوال السلف ومواعظ الواعظين ونصائح الناصحين من العباد الصالحين .وأما اليقين بأن سبيل الصلاح والهداية والتغيير هو فى الدعاء فيكفى قوله تعالى فيما اخبر به عن عبده زكريا (ولم أكن بدعائِك رب شقيا )فلا يشقى المؤمن مع الدعاء أبدا .يقول ابن الجوزى : ياحاملا من الدنيا أثقالا وثقالا يا مطمئنا لابد أن تنتقل انتقالا يامرسلا عنان لهوه فى ميدان زهوه إرسالا كأنك بجفنيك حين عرض الكتاب عليك قد سالا .أين المعترف بما جناه أين المعتذر الى مولاه أين التائب من خطاياه أين الايب من سفر هواه نيران الاعتراف تأكل خطايا الاقتراف مجانيق الزفرات تهدم حصون السيئات مياه الحسرات تغسل أنجاس الخطيئات . ياطالب النجاة دُم على قرع الباب وزاحم أهل التقى أولى الألباب ولا تبرح وإن لم يُفتح لك قرُبَ نجاح بعد اليأس ورُب غنى بعد الافلاس .يامن ترجو الثواب بغير عمل ويرجئ التوبة بطول الامل أتقول فى الدنيا قول الزاهدين وتعمل فيها عمل الراغبين لا بقليل تقنع ولا بكثير منها تشبع تكره الموت لأجل الذنوب وتقيم على ما تكره الموت له تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن لا تثق من الرزق  بما ضمن لك ولا تعمل من العمل ما فرض عليك تستكثر من معصية غيرك ما تحقره من نفسك طوبى لمن تنبه من رقاده وبكى على ماضى فساده وخرج من دائرة المعاصى الى دائرة سداده عساه يمحو بصحيح اعترافه قبيح اقترافه قبل ان يقول فلا نفع ويعتذر فلا يُسمع . لله دّر أقوام تركوا الدنيا فأصابوا وسمعوا منادى (والله يدعوا الى دار السلام ) فاجابو وحضروا مشاهد التقى فما غابوا واعتذروا مع التحقيق ثم تابوا وقصدوا باب مولاهم فما رُدوا ولا خابوا .

يقول الدكتور خالدِ ابو شادى مبينا كون الدعاء هو سبيل الصلاح والتغيير : ايها العاصى استعن بالله على مرضك واطلب نصره على هواك ولا تدخل المعركة وحدك كيف وانت معك المدد كله معك القوة التى لا تغلب احسن الكلام فى الشكوى سؤال المولى ولا يدفع امواج البلاء سوى صيحات الدعاء واظب على التضرع والبكاء . استعن بارحم الراحمين . اشك الى اكرم الاكرمين . ادمن الاستغاثة لا تملل طول الشكاية فان مصيبتك عظيمة وبليتك طّمت وتماديك طال وداؤك أعيا حتى انقطعت حيل الاطباء وراحت كل محاولاتهم سدى ولم يعد لك مطلب ولا مستغاث ولا مهرب ولا ملجأ ولا منجا الا الى مولاك فافزع اليه بالتضرع واخشع على قدر جرمك وهول ذنبك ,
وقال الامام احمد فى كتاب الزهد : تذاكرت ما جماع الخير فاذا الخير كثير واذا هو فى يد الله عز وجل واذا انت لا تقدر على مافى يد الله عز وجل الا ان تسأله فيعطيك فاذا جماع الخير فى الدعاء .

ثالثا الحياء من الله 

ان العبد اذا علم بسوء حاله مع الله وكيف انه تجرأ على المخالفة مع ان نعم الله عليه تترى تولد فى قلبه الحياء من الله وحينئذ يكون سؤاله ودعاؤه بتضرع وذل وانكسار وحرىُّ بمن هذا حاله ان يُستجاب له فضلا عما يجده من حلاوة الدعاء ولذته . يقول ابن القيم رحمه الله :دخلت على الله من ابواب الطاعات كلها فما دخلت من باب الا رأيت عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول حتى جئت باب الذل والافتقار فاذا هو اقرب باب اليه واوسعه ولا مزاحم فيه ولا معوق فما هو الا ان وضعت قدمى فى عتبته فاذا هو سبحانه قد اخذ بيدى وادخلنى عليه .

رابعا اليقين فى الاجابة 

قال رسول الله صل الله عليه وسلم (ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة )ويتجلى اثر اليقين فى تذوق العبد لحلاوة الدعاء فيما يستشعره المرء فى دعاءه فى الحج والعمرة فانه يجد حلاوة خاصة ولذة غير معتاده ومن اكبر اسبابها يقينه ورجاؤه فى اجابة الله لدعاءه وكيف لا يستجيب الله الدعاء طالما اتى العبد باسباب الاجابة وتخلى من موانعها وقد وعد ربنا فقال (وقال ربكم ادعونى استجب لكم ) وقال صل الله عليه وسلم (ادع ربك الذى ان أمسك ضر فدعوته كشف عنك والذى ان أضلك بارض فلاة قفر فدعوته رد عليك والذى ان أصابك سنة فدعوته استجاب لك ) وقال ايضا ( ما من احد يدعوا الله بدعاء الا اتاه الله ما سأل او كف عنه من السوء مثله مالم يدع اإثم او قطيعة رحم ) قال بعض السلف دعوت الله عشرين سنه فى حاجة وما اجابنى وانا ارجو الاجابه وقال اخر متى اطلق لسانك بالدعاء فاعلم انه يريد ان يعطيك .وقال عمر رضى الله عنه (انى لا احمل هم الاجابة ولكنى احمل هم الدعاء فمتى رزقت الدعاء فان الاجابة معه ) قال ابن الجوزى فاياك ان تستطيل مدة الاجابة وكن ناظرا الى انه المالك والى انه الحكيم فى التدبير والعالم بالمصالح والى انه يريد اختبارك ليبلو اسرارك والى انه يريد ان يري تضرعك ويريد ان يأجرك بصبرك .

موانع اجابة الدعاء 

التكاسل وعدم الدعاء وقت الرخاء قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( من سره ان يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء فى الرخاء ) وقال ايضا ( مامن احد يدعو الله بدعاء الا اتاه الله ما سأل او كف عنه من السوء مثله مالم يدع بإثم او قطيعة رحم ) وايضا قال ( مامن عبد يدعو لاخيه بظهر الغيب الا قال له الملك امين ولك بالمثل ) وقال ايضا ( يستجاب لاحدكم مالم يعجل يقول قد دعوت فلم أر يستجيب لى فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ) وقال ايضا ( واعلموا ان الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاه ) وقال ايضا صل الله عليه وسلم (والذى نفسى بيده لتأمن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) وقال ايضا (لا يقولن احدكم اللهم اغفر لى ان شئت . اللهم ارحمنى ان شئت ليعزم المسأله فانه لا مكره له ) وذكر صل الله عليه وسلم (الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه من حرام ومشربه من حرام وملبسه من حرام وغذى بالحرام فانى يستجاب لذلك )

































































































    



















الوسوم:

هناك 3 تعليقات:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة طارق للمعلومات . هى مدونة عربية مصرية مهتمة بالعلوم الشرعية , تقدم شروحات حصرية فى هذا المجال من خلال قناتنا على اليوتيوب , كما توجد ايضا اقسام متنوعة فى عدد من المجالات الاخرى , وايضا المدونة تجد فى العديد من الشروحات فى الفقه والعقيدة وايضا نقدم بعد الطرق والنصائح لتحقيق الفائدة الدينية الفهم المستنير لمنهج النبى صل الله عليه وسلم بطرق سهلة ومبسطة بالمنهج الوسطى , تم انشاء المدونة فى العام 2019وكان الغرض منها تقديم المنهج الاسلامى الوسطى مع توضيح المسائل الفقهيه التى يلتبس فهمها على العامه