جاري تحميل ... طارق للمعلومات

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

العقيدة

أولياء الله وأولياء الشيطان

أولياء الله تعالى

يؤمن المسلم بأن لله تعالى من عباده أولياء استخلصهم لعبادته واستعملهم فى طاعته وشرفهم بمحبته وأنالهم من كرامته فهو وليهم يحبهم ويقربهم وهم أولياؤه يحبونه ويعظمونه يأتمرون بأمره وبه يأمرون وبه ينهون وينتهون بنهيه يحبون بحبه وببغضه يبغضون إذا سألوه أعطاهم وإذا استعانوه أعانهم وإذا استعاذوا به  أعاذهم وأنهم هم أهل الحق أهل الإيمان والتقوى والكرامة والبشرى فى الدنيا والآخرة وأن كل مؤمن تقى هو لله ولى غير أنهم يتفاوتون فى درجاتهم بحسب تقواهم وإيمانهم فكل من كان حظه من الإيمان والتقوى أوفى كانت درجته عند الله أعلى وكانت كرامته أوفر .فسادات أولياء الله هم المرسلون والأنبياء ومن بعدهم المؤمنون وأن ما يجريه الله على أيديهم من كرامات .وأن من أعظم الكرامات الاستقامة على الطاعات بفعل المأمورات الشرعية واجتناب المحرمات والمنبهات

الأدلة على ذلك

إخباره تعالى عن أولياؤه وكرامتهم فى قوله (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين ءامنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم  ) وأيضا فى قوله تعالى (الله ولى الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور  ) وفى قوله تعالى ( وما كانوا أولياءهم إن أولياؤه إلا المتقون) وفى قوله تعالى (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين  ) وفى قوله تعالى ( إن ولي الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين  )وقوله تعالى إن عبادى ليس لك عليهم سلطان  ) وقوله سبحانه (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله  ) وقوله تعالى (وإن يونس لمن المرسلين. إذ أبق إلى الفلك المشحون. فساهم فكان من المدحضين. فالتقمه الحوت وهو مليم. فلولا أنه كان من المسبحين. للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون  ) وفى قوله تعالى (فناداها من تحتها ألا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا .وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا. فكلى واشربى وقرى عينا ) وفى قوله (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءايتنا عجبا. إذ أوي الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا. فضربنا على ءاذانهم فى الكهف سنين عددا ) وقوله تعالى (قلنا يانار كونى بردا وسلاما على ابراهيم. وأرادوأ به كيدا فجعلناهم الاخسرين  )
كما أخبر الرسول صل الله عليه وسلم عن أولياء الله وكرامتهم فى قوله فيما يرويه عن ربه عز وجل (من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه ) وقوله ايضا (إنى لأثأر لأوليائى كما يثأر الليث الحرب  )وقوله صل الله عليه وسلم (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )وفى قوله (لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن كان في امتى أحد فإنه عمر ) وفى قوله صلى الله عليه وسلم (كانت امرأة ترضع ولدها فرأت رجلا على فرس فاره فقالت اللهم اجعل ولدى مثل هذا فالتفت إليه الطفل وهو يرضع وقال اللهم لا تجعلني مثله  )فنطق الرضيع كرامة للولد والوالدة وفى قوله فى جريج العابد وأمه إذ قالت أمه (اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات  )فاستجاب الله لها كرمة منه تعالى لها وقال ولدها جريج لما اتهموه بأن ولد البغى منه قال للولد الرضيع من أبوك فقال راعى الغنم فنطق الرضيع كرمة لجريج العابد وقوله صل الله عليه وسلم فى أصحاب الكهف الثلاثه الذين انطبقت عليهم الصخرة فدعوا الله وتوسلوا إليه بصالح أعمالهم فاستجاب الله لهم وفرجها عنهم حتى خرجوا سالمين كرامة لهم وفى قوله فى حديث الراهب والغلام إذ جاء فيه أن الغلام رمى الدابة التى كانت قد منعت الجماهير من المرور رماها بحجر فماتت ومر الناس فكانت كرامة للغلام كما أن الملك حاول قتل الغلام بشتى الطرق فلم يفلح حتى رماه من جبل شاهق ولم يمت وقذفه فى البحر فخرج منه يمشى ولم يمت فكان ذلك كرامة للغلام المؤمن الصالح.
مارواه العلماء وشاهدوه من كرمات لهم تفوق الحصر ومن ذلك ماروى أن الملائكة كانت تسلم على عمران بن حصين رضى الله عنه وأن سلمان الفارسي وأبا الدرداء رضى الله عنهم كانا يأكلان فى صفحة فسبحت الصفحة أو الطعام فيها وأن خبيبا رضى الله عنه كان أسيرا عند المشركين بمكة فكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنب وأن البراء بن عازب رضي الله عنه  كان إذا أقسم على الله فى شئ ءاستجاب الله له حتى كان يوم القادسيه أقسم على الله أن يمكن المسلمين من رقاب المشركين وأن يكون أول شهيد فى المعركة فكان كما طلب وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فإذا به يقول ياسارية الجبل فكان ذلك نصرهم وانهزام أعدائهم من المشركين ورجع سارية فأخبر عمر والصحابة بما سمع من صوت عمر رضي الله عنه وأن العلاء بن الحضرمي رضى الله عنه كان يقول فى دعائه ياعليم ياحكيم يا علي يا عظيم فيستجاب له حتى إنه خاض البحر بسرية معه فلم تبتل سروج خيولهم وأن الحسن البصري دعا الله عز وجل على رجل كان يؤذيه فخر ميتا فى الحال وأن رجلا من النخع كان له حمار فمات له فى طريق سفره فتوضأ وصلى ركعتين ودعا الله عز وجل فأحيا حماره وحمل عليه متاعه إلى غير ذلك من الكرامات التى لا تعد ولا تحصى .

أولياء الشيطان

كما يؤمن المسلم بأن للشيطان من الناس أولياء استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله وسول لهم الشر وأملى لهم الباطل فأصمهم وأعمى أبصارهم عن رؤية دلائله فهم له مسخرون والأوامر مطيعون يغريهم بالشر ويستهويهم إلى الفساد بالتزيين حتى عرف لهم المنكر فعرفوه ونكر لهم المعروف فأنكروه فكانو ضد أولياء الله وحربا عليهم وعلى النقيض منهم أولئك والواقع الله وهؤلاء عادوه أولئك أحبوا الله وأرضوه وهؤلاء أغضبوا الله وأسخطوه فعليهم لعنه الله وغضبه ولو ظهرت على أيديهم الخوارق كأن طاروا فى السماء أومشوا على الماء إذ ليس ذلك إلا استدراجا من الله لمن عاداه أو عونا من الشيطان لمن والاه .والأدلة على ذلك إخباره تعالى عنهم فى قوله (والذين كفروا أولياءهم الطاغوت يخرجهم من النور الى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون  )وفى قوله (وإن الشياطينليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم أنكم لمشركون  ) وفى قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذى أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ماشاء الله إن ربك حكيم عليم ).
إخبار الرسول صل الله عليه وسلم بذلك فى قوله لما رأي نجما قد رمى به فاستنار قال مخاطبا أصحابه (ماكنتم تقولون لمثل هذه فى الجاهليه  )قالوا كنا نقول يموت عظيم اويولد عظيم فقال (انه لايرمى به لموت أحد أو لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى اذا قضى أمرا سبح حمله العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء ثم يسأل أهل السماء حملة العرش فيخبيرونهم ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر السماء الدنيا وتخطف الشياطين السمع فيرمون. فيقذفونه إلى أولياؤهم فما جاءو به على وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون  ).
مارواه وشاهده مئات الناس من أحوال شيطانية غريبة فى كل زمان ومكان تقع لأولياء الشيطان فمنهم من كان يأتيه الشيطان بأنواع الأطعمة ومنهم من يقضى لهم حاجته ومنهم من يكلمهم بالغيب ويطلعه على بعض بواطن الأمور وخفاياها ومنهم من يمنع نفوذ السلاح إليه ومنهم من يأتيه الشيطان فى صورة رجل صالح عندما يستغيث بهذا الصالح لتغريره وتضليله وحمله على الشرك بالله ومعاصيه وتحصل هذه الأحوال الشيطانية لخبث روح الادمى بما يتعاطى من ضروب الشر والفساد والكفر والمعاصى البعيدة عن كل حق وخير وايمان وتقوي وصلاح حتى يبلغ الادمى درجة من خبث النفس وشرها يتحد فيها مع أرواح الشياطين المطبوعة على الخبث والشر وعندئذ تتم الولاية بينه وبين الشيطان فيوحى بعضهم إلى بعض ويخدم بعضهم بعضا.
والفرق بين كرامة أولياء الله الربانية والأحوال الشيطانية فإنه يظهر فى سلوك العبد وحالة فإن كان من ذوي الإيمان والتقوى المتمسكين بشريعة الله ظاهرا وباطنا فما يجري على يديه من خارقه هو كرامه من الله تعالى وان كان من ذوى الخبث والشر والبعد عن التقوي المنغمسين فى ضروب المعاصى المتوغلين فى الكفر والفساد فما يجرى على يديه من خارقه إنما هو من جنس الاستدراج أو من خدمة اوليائه من الشياطين له ومساعدتهم اياه.

الوسوم:

هناك 5 تعليقات:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة طارق للمعلومات . هى مدونة عربية مصرية مهتمة بالعلوم الشرعية , تقدم شروحات حصرية فى هذا المجال من خلال قناتنا على اليوتيوب , كما توجد ايضا اقسام متنوعة فى عدد من المجالات الاخرى , وايضا المدونة تجد فى العديد من الشروحات فى الفقه والعقيدة وايضا نقدم بعد الطرق والنصائح لتحقيق الفائدة الدينية الفهم المستنير لمنهج النبى صل الله عليه وسلم بطرق سهلة ومبسطة بالمنهج الوسطى , تم انشاء المدونة فى العام 2019وكان الغرض منها تقديم المنهج الاسلامى الوسطى مع توضيح المسائل الفقهيه التى يلتبس فهمها على العامه